الثلاثاء، 26 يوليو 2011

رسائل شوق2


رسائل شوق2

عزيزتي مها !!

بقلمي الحزين

مداده مدامع أثقلها الأنين

أخط في الرمال قصة وغصة

تحملها السنين

أحفرها في مضجع الأمواج

لتجرف المياه زفرة الحنين

وكل حرف يمتطي قطرته

مسافرا تحرسه سفين

أتعلمين؟

بعادنا سوف يطول

لأنني لن أعبر الجسور

من سمحت ليدخل اللعين

من دنست أقدامه تراثنا الثمين

وخربت حضارة

شيدها الأطهار

بعزم لا يلين

عزيزتي !!

لننتظر

فانتظري رحيلهم

من يسرقون خبزنا

ويقطعون نسلنا

ويسكنون أرضنا

فالآن ياعزيزتي ليس لنا

سوى الدموع والأنين

ونظرة من ربنا

لتنجلي متاعب السنين.

فما لنا سواه من معين .


ارحل


إشحن حقائبكَ التي حملتْ دمي

واتركْ همومي إنني أوْلى بها

خمسونَ عاماً لم تفكرْ بي ولمْ.... يعنيكَ شيئاً ألمي

إرحلْ

أنتَ امتطيتَ قصيدتي غصباً

وشربتَ كأسكَ من سكوتي إنما....هاقدْ صحوتُ وجئتُ أقهر مُلجمي

إرحلْ

أتظنُّ أني قلتُها طوعاً (نعم)

كانتْ ورائي حربةٌ ...وعلى يميني أعينٌ...وعلى شمالي كاذبٌ

وعلى صناديقِ الرياءِ مزورٌ...جوراً يكبلُ مِعصمي

إرحلْ

فما عُدنا نُريدكَ ههنا أو بيننا...ما كنتَ يوماً مثلنا

هيهاتَ مثلكَ أن يكونَ طعامهُ كطعامِنا

وشرابهُ كشرابنا...ولباسهُ كلباسنا

لكنما كلَّ الذي تبتاعُ حتما من شرايينِ

المُعـَنَّى المُعْدَمِ

أنا كم بكيتُ ولم تشاهدْ دمعتي

وعلى الطوى كم نامَ قهراً صِبْيتي

ولكم تأَلَّمَ راقدٌ في سُقْمهِ

في حين عينُك في الرخاءِ ....وكنتَ عنَّا في عَمِ

إرحل ورأسُك ينحني...للشعبِ في التحريرِ

في كل الميادينِ التي....تروي حكايةَ ثورةٍ

هبَّتْ لتمحوَ ليلَ عهدٍ مظلمِ.

الأحد، 24 يوليو 2011

سلطان العبيد


يا والدي ماذا تريدْ؟


فلقد دسَسْتُكَ في التراب براحَتَيْ


قل لي بربّك كيف غادرتَ الثّرى؟


بل كيف عُدتَ إلى حياتك من جديدْ؟


يا والدي إنّي كَبُرتْ.


ولقد ورثتك عُنْوةً


وأخذتُ منك المالَ والأطيانَ والإسمَ العتيدْ.


كُلَّ الذي خَلَّفْتَهُ


إلا مبادءَكَ التي ألبسْتني كلَّ الحياةِ


خَلَعْتُها


كانتْ كقيدٍ من حديدْ.


ولبستُ ذا الثوبَ الجديدْ.


فالآن بعدكَ كلُّ يومِ في حياتي صارَ عيدْ.


أمي ، أبي! ماعُدتُ أذكرُ شَكْلَها.


أختي ، وجارَتُنا وجُلَّ نِساءِنا


صِرنَ جَوارٍ للضيوفِ


القاطنينَ بدارنا.


و ( ذُو الفقارِ ) وَهَبْتُهُ


أهديتُ سيفكَ ياأبي


للفاتحِ البطلِ المُفَدَّى


صاحبَ الراي السديدْ


مَنْ صارَ تحتَ نِعالِهِ


قصرُ الرشيدْ.


وذَوُو العمائمِ يا أبي قد غَيَّروا مِحْرَابَهُمْ


أوْحى لَهُمْ فِرْعَوْنُ


أنْ صَلّوا إلى حَرَمٍ مَشيدْ.


ماذا تريدْ؟ ماذا تريدْ؟


قُلْ لي أبي ! ماذا تريدْ؟


هَلْ جِئْتَ تُفْسِدُ نَشْوَتي؟


أمْ جئتَ مَجْدَكَ تَسْتَعيدْ؟


عُدْ يا أبي مِنْ حيثُ جِئْتَ إلى الثَّرى!


هيهاتَ! هيهاتَ أبي!


لا لنْ أعودَ إلى قُيُودِكَ


إنني أصْبَحْتُ سُلْطَانَ العبيدْ.

شكوى

شكوى


عصي الدموع أنا لست أدري


بأن ألمآق قست مثل صخر


أرى كالجبال الرزايا تجلت


لتودي بكل عظيم لقدر


وسم سرى بيننا محض جهل


بأزمان ذل وجدب وخسر


رفيقة دربي وبهجة قلبي


وسر سعادي ورفقة عمري


لمن سوف أشكو مآلي وحالي


وصرنا جميعا بفر وفر


وجسمي براه الشتات وصرت


كأني بصحوي شبيها بسكر


فأرجوك ربي لملم شتاتي


بحبل من الوصل يجبر كسري


يحيط بنا كل ضعف ووهن


برغم الصراخ ترانا كفأر


فماذا أقول وصرنا هباء


إذا لاح فجر نولي ونجري


وصار الشريف وحيدا طريدا


وصار العزيز أغان بشعر


وصار لرأي السفيه مكان


وفكر البغايا هنا بات يسري


أداري عيوب الحياة بقول


ولفظ سيودي إلى حيث قبري


كأنا وصار العلو رهينا


وجهد يضيع ويأتي بخسر


فماذا تبقى لنا غير صوت


خفيض هناك ينادي لفجر


يدافع عن كل مجد سليب


ويندب شعبا يموج كبحر


ولكن ترانا الفساد اعترانا


تبعنا الغواني جميلات نحر


إذا استلت السيف صارت جحيما


وألحاظ ترمي العدو لقبر


ومدفع حرب لدحر الغزاة


إذا تخلع الغيد مادون نحر


وصاروخ يحمل كل نواة


يشتت جيشا ويجعله يجري


رفيقة عمري فواسي التياعي


أما من سبيل يبدد قهري


أحاط العلوج بكل ثراك


وأنت كطود رسا بين كفر


فقد غصت أغرق في كل بيت


أغني مواويل أعزف عذري


وأنكر كل انحلال وزيف


ولكن بأضعف درب بسري


فهل لي عذر وإني جنيت


بنفسي عاري وأهدرت نصري


فهل يا إلهي لتوبي سبيل


وأحظى بعفو وصفح وغفر