الأحد، 24 يوليو 2011

سلطان العبيد


يا والدي ماذا تريدْ؟


فلقد دسَسْتُكَ في التراب براحَتَيْ


قل لي بربّك كيف غادرتَ الثّرى؟


بل كيف عُدتَ إلى حياتك من جديدْ؟


يا والدي إنّي كَبُرتْ.


ولقد ورثتك عُنْوةً


وأخذتُ منك المالَ والأطيانَ والإسمَ العتيدْ.


كُلَّ الذي خَلَّفْتَهُ


إلا مبادءَكَ التي ألبسْتني كلَّ الحياةِ


خَلَعْتُها


كانتْ كقيدٍ من حديدْ.


ولبستُ ذا الثوبَ الجديدْ.


فالآن بعدكَ كلُّ يومِ في حياتي صارَ عيدْ.


أمي ، أبي! ماعُدتُ أذكرُ شَكْلَها.


أختي ، وجارَتُنا وجُلَّ نِساءِنا


صِرنَ جَوارٍ للضيوفِ


القاطنينَ بدارنا.


و ( ذُو الفقارِ ) وَهَبْتُهُ


أهديتُ سيفكَ ياأبي


للفاتحِ البطلِ المُفَدَّى


صاحبَ الراي السديدْ


مَنْ صارَ تحتَ نِعالِهِ


قصرُ الرشيدْ.


وذَوُو العمائمِ يا أبي قد غَيَّروا مِحْرَابَهُمْ


أوْحى لَهُمْ فِرْعَوْنُ


أنْ صَلّوا إلى حَرَمٍ مَشيدْ.


ماذا تريدْ؟ ماذا تريدْ؟


قُلْ لي أبي ! ماذا تريدْ؟


هَلْ جِئْتَ تُفْسِدُ نَشْوَتي؟


أمْ جئتَ مَجْدَكَ تَسْتَعيدْ؟


عُدْ يا أبي مِنْ حيثُ جِئْتَ إلى الثَّرى!


هيهاتَ! هيهاتَ أبي!


لا لنْ أعودَ إلى قُيُودِكَ


إنني أصْبَحْتُ سُلْطَانَ العبيدْ.

ليست هناك تعليقات: