الاثنين، 21 يناير 2008

لمن أعتذر

لمن أعتذر

إذا جاء يومي وبتُّ وحيدا

بليل اللحودِ،

لمن أعتذرْ؟

إذا مارجعتُ إليك إلهي

إذا ماوقفتُ أمامَ الحسيبِ الوحيدْ،

وقال اعتذارك،

لمن أعتذرْ؟

لرب حبيب، وجئت إليه بشتى الذنوب؟

لأمٍ عققتُ وكان جزائيَ صفحُ الحبيب؟
لأبنٍ تربى ببيتي بفُجر وزيف وكسر القيود؟

لبنت تبدد من وجنتيها حياء البتول؟
لجار بِحُرْماتهِ كنت يوما أصول؟

لتلميذةٍ علمْت خلف الكواليس فن الغواية؟

وطالبِ علمٍ سردتُ علية فنون الخداع بفن الجباية؟

وأرضٍ ستلعنني ماحييتُ وبعد الممات ؟

وأرضٍ غفلتُ فضاعت وضاعت كرامة شعب الوصاية؟

لسيفٍ بيومٍ عصيبٍ غدرتُ به؟
وألقيتُ عني بساح الوغى ؟

لصحبٍ توليتُ عنهم بتلك الثغور؟

إذا الحرب صارت رحاها تدور؟

ونادوا ، إلينا! فكنتُ الجبان الصغير الحقير؟

لبقعةٍ أرضٍ تَرَوَّتْ وصارت عروق الشهيد المداد؟

تركتُ خطوط الجهاد؟

فررتُ لأنجو بروحي إذا السيفُ ماد؟

لمن أعتذر؟

لأهلٍ جعلتُ المذلة عنوانهم؟

لبيت تمزق بعد الطلاق؟

لأركضَ خلفَ سراب الكؤوس

وخلف الحسانِ إلى الإنزلاق؟

لمن أعتذر؟

لأختٍ بكتْ من فؤادٍ مُعَنىّ؟

لأم هجرت بدار المسنين ظلما؟

لأرضي بذلك زوجا علينا تجنى؟

لمن كان يسعى علينا صغارا

ليصنع مني جدارا

لأحميه يوم انحاءٍ وعجزٍ

ويوم يدور الزمان ليأخذ ثأرا؟

لمن أعتذر؟

لهجر الكتاب وصحبة كأس الشراب؟
لنفس تعدت على ألف باب؟

لقلب تحجر دون القلوب؟

وعين تعدت على كل ستر ،

ولفظ تغنى بنم وذكر العيوب؟

وإذن تهيم غراما بسقط الحروف

وتسمع كل كذوب؟

لمن أعتذر؟

لسائل قوت نهرتُ، ضربتُ، طردتْ؟

و مسكينةٍ في الدربِ يوماً هزئتْ؟

لمن أعتذرْ؟

ومن يومها سوف يقبلُ مني اعتذارا؟

فكلّ يقولُ عليّ بنفسي ويهربُ مني فرارا؟

فليس لغيركَ مأوى،

وليس بغيرك مَنجى.

سآوي إليكَ وألقي عليكَ السلامْ.

فأنت السلام.

وأدعو، إليكَ إلهي اعتذراي.

فأرجوكَ ربي لتقبل مني.
فإني أتيتُ بكل الذنوبْ

وأحمل كل العيوبْ.

ولكنّ عُذري الوحيدْ،

بأني مُوحِّدْ،

وإنك أنتَ العزيزُ المجيدْ.

02-01-2008

ليست هناك تعليقات: