السبت، 19 يناير 2008

إنها آلاء قلبي




إنها آلاء قلبي

صَفَّق القلبُ لها قبل يدي
عندما أشرق فجرُ المَوْلد

رحمةً مهداة من ربِّ الورى
فتنةَ الدنيا وحِرز المشهد

كَبُـرت بين الأزاهير التي
سبقتها في رياض السُؤدد

زحفت قامت وسارت مثلما
تركض الأيامُ نحو الموعد

وقطارُ العمر يمضي مسرعا
ليس يُرجِي للورى من موْعد

كلما جازتْ سنينا خلتُها
ماتزال البرعم الغضّ النَّدي

تلك آلاء التي إن أشرقت
غسلت قلبي بماء الـبـَرَدِ

وإذا أَنّتْ أخالُ كأنما
مثل سهمٍ قد رسا في كبدي

عينُ قلبي قد هَمَتْ من آهِهِا
أجَّجتْ عيني كنار الموقد

كابـِحا عقلي جماحي فانزوى
يندبُ العجز فَقِيد الـجَّلد

قال هيا أنتَ منها قلبها
وهي تجري في عروقِ المَوْرد

تلك آلائي التي ربيتها
في خصالٍ من سجايا أحمدِ

أنعَمَ الله عليها بالهُدى
"كن" من الرحمنِ فيها نهتدي

أصلُها من كابرٍ عن كابرٍ
ورثت خير طباع المحتد

كلما تشدو بلحنٍ صوتها
مثل عزف البلبل المنفرد

لألأَت أنوارُها في ظلمتي
فاستحالت لنهارٍ أرغد

حين تَثْني عودَها راقصةُ
يصبغ الوجهَ بلون مُوْرِدِ

ياعيون البَوْحِ مابي حِيْلة
عاشـق هام بـِحُبِّ الوَلَدِ

حين تُرخي لفؤادي سـِرَّها
تضحكُ الدنيا وأنسى كَمَدي

يَبْسِم الثَّغْرُ فَتُبْدي لؤلؤا
ولـُجَيْنٍ راقدٍ في العَسْجَدِ

ياعيون الغيد مُوتِي كمداً
عين ريـمٍ زُيِّنَتْ بالإثمدِ

لو دَرى الهدهدُ من أخبارها
مالِبَلْقيس وأمرَ الهدهدِ

لهف قلبي لو مضت عن ناظري
يستبيحُ العينَ طولُ السُهُـد

غضةُ العودِ كريحان الرُّبى
أو كزهرِ الفلِّ في صبحٍ ندي

أرختْ الشَعْر على أكتافها
كحريرٍ فوق نحرِ الخـُرَّدِ

لو رماها حاسد من وردهِ
لرأى مني هياجَ المُزْبِدِ

لو مشتْ بين الرُّبى مال لها
وانتشى الزهرُ بعطر المَشْهَدِ

لو أَشاحَتْ وجههَا نحو السَّما
لانتشى النجمُ بمرأى الفَرْقَدِ

كلما أخلو لربِّي لحظةً
تلهج الروحُ بحمدِ الأوحَدِ

كلما أديتُ فرضي أدْعُهُ
يـجلبُ الخير لها للأَبَدِ

ليلةَ القدرِ وأرواح الرضا
وفؤاد الساجدِ المُسْتَنْجِدِ

تبرأُ النفسُ الى خالقها
بقبولٍ يومَ كشف العُهَدِ

أخذتْ مني ثواني خَلْوَتي
أخْرَجَتْني من نعيمِ تَهَجُدي

بين دمعي وَجِلاً مُبْتَهِلا
وفؤادٍ في هواها مُخلِدِ

مِلْتُ والعينُ بَدَتْ أسرارُها
فارْتـَمَتْ تبكي لمحضِ المشهد

غفر الله انشغالي بالتي
أخذتني ليس غيركَ مُنْجِدي


26-12-2007

ليست هناك تعليقات: