السبت، 19 يناير 2008

بــغــداد في العــيـــــــد

بغداد في العيد


بغداد تبكي والفرات ينوح
والقادسية قلبها مجروح

في العيد رائحة الشهيد زكية
والحبل يسرد قصة ويبوح

في العيد طفلك بائس وتغصه
ذكرى توجج ناره وجروح

ولدجلة آه تهيج لوقعها
ناعورة العاصي عليه تجوح

الروح عندك والفؤاد قرينه
يغدو اليك بحزنه ويروح

لكن سيفي والجوارح كبلت
وابن الوليد بسيفنا مذبوح

النار يابغداد أججها لنا
جار حقود وجهه مكلوح

يابن المقوقس هل جنيت ثمارها
عرش يزول وصوتك المبحوح

النيل يصرح والمآذن تشتكي
والشعب يلهج والحروف تنوح

النار تزحف والفحيح بوجهنا
جرح يفور وقد يليه قروح

بغداد ماعادت رباك بهية
ماعاد زهر الروض فيك يفوح

لكنْ دماء الأبرياء تقاطرت
سيلا فتُسقَى أسهلٌ وسفوح

نامي بلادي فالتخوم منيعة
وبنو القرود زعيمهم مذبوح

وبنو الخنازير الذين عرفتهم
قتلى بسيفكَ يافتى ونَصوح

بغداد نامي فوق صدري واسمعي
أنات قلبي واللظى مطروح

بتنا نعزي يوم عرسك حالنا
يوم اغتصبتِ وذلنا مفضوح

جزء يبيت الموت في أركانه
والنصف أركسه إليه نزوح

ماعاد بيتك للضيوف مشرعا
ماعاد يجتذب النسور طموح

كيف الحروف ستشتكي أجيالنا
هل ظل في لغة الهوان شروح

تاريخنا يندى لذكركَ كاتبٌ
ومداد خطك مخجل مكلوح

أنبار فيك أشاوس خطّوا لنا
قبسا منيرا تنتظرْه صروح

كفٌّ من الرحمن باركَتِ الذي
للخيل يسرج والرماح تلوح

يهوي على غاز فيخزي
هامة فيذلها إذ وجهها مقبوح

ستعود يابيت الرشيد بإذنه
رب الورى وبنصره ستبوح

وتعود للدنيا منارا تعتلي
صرح العلوم وبابك المفتوح

ليست هناك تعليقات: