بغداد في العيد
بغداد تبكي والفرات ينوح
والقادسية قلبها مجروح
في العيد رائحة الشهيد زكية
والحبل يسرد قصة ويبوح
في العيد طفلك بائس وتغصه
ذكرى توجج ناره وجروح
ولدجلة آه تهيج لوقعها
ناعورة العاصي عليه تجوح
الروح عندك والفؤاد قرينه
يغدو اليك بحزنه ويروح
لكن سيفي والجوارح كبلت
وابن الوليد بسيفنا مذبوح
النار يابغداد أججها لنا
جار حقود وجهه مكلوح
يابن المقوقس هل جنيت ثمارها
عرش يزول وصوتك المبحوح
النيل يصرح والمآذن تشتكي
والشعب يلهج والحروف تنوح
النار تزحف والفحيح بوجهنا
جرح يفور وقد يليه قروح
بغداد ماعادت رباك بهية
ماعاد زهر الروض فيك يفوح
لكنْ دماء الأبرياء تقاطرت
سيلا فتُسقَى أسهلٌ وسفوح
نامي بلادي فالتخوم منيعة
وبنو القرود زعيمهم مذبوح
وبنو الخنازير الذين عرفتهم
قتلى بسيفكَ يافتى ونَصوح
بغداد نامي فوق صدري واسمعي
أنات قلبي واللظى مطروح
بتنا نعزي يوم عرسك حالنا
يوم اغتصبتِ وذلنا مفضوح
جزء يبيت الموت في أركانه
والنصف أركسه إليه نزوح
ماعاد بيتك للضيوف مشرعا
ماعاد يجتذب النسور طموح
كيف الحروف ستشتكي أجيالنا
هل ظل في لغة الهوان شروح
تاريخنا يندى لذكركَ كاتبٌ
ومداد خطك مخجل مكلوح
أنبار فيك أشاوس خطّوا لنا
قبسا منيرا تنتظرْه صروح
كفٌّ من الرحمن باركَتِ الذي
للخيل يسرج والرماح تلوح
يهوي على غاز فيخزي
هامة فيذلها إذ وجهها مقبوح
ستعود يابيت الرشيد بإذنه
رب الورى وبنصره ستبوح
وتعود للدنيا منارا تعتلي
صرح العلوم وبابك المفتوح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق